هذه الحكاية سمعت الشيخ الوائلي رحمه الله يذكرها في احدى محاضراته التي كان هدفها الموعظة حيث يقول كنت ذات يوم قاصدا فرنسا لعمل ما احد الايام جلست في مطعم لتناول وجبة طعام فبعد ان قدموا لي الطعام بدأت اتناول الطعام بالطريقة المعروفة لدينا كمسلمين (( الاكل باليد )) وبينما كنت مشغولا بتناول الطعام واذا بمن يجلس على المائدة القريبة مني يتضاحكون وكان الجلوس على تلك المائدة رجل وزوجته وابنته كانو يتناولون طعامهم بواسطة الشوكة والسكين وينظرون نحوي وهم يتضاحكون فلم اعير لهم اهتمام وواصلت تناول طعامي الى ان تقدم ذلك الرجل نحو مائدتي التي كانت قريبة على مائدته وبدأ يكلمني باللغة الانكليزية وملامحه تحمل ابتسامه السخرية فاردف قائلا .... - لماذا لا تأكل مثلنا يا شيخ ؟ قال الشيخ: - وهل تراني آكل بأنفي؟ قال الرجل الاجنبي : - أقصد: لماذا لا تستخدم الشوكة والسكين؟ قال الشيخ: - أنا واثق من نظافة يدي, فهل أنت واثق من نظافة سكينك وشوكتك؟ أفحم الجواب الرجل الاجنبي فأسكته, فرجع الى مكانه قرب زوجته وابنته لكنه بيّت أن ينتقم من الشيخ بسبب جوابه الفظ في نظره. وكانت تجلس زوجة الرجل الاجنبي إلى يمينه وابنته إلى يساره. وبعد قليل طلب الاجنبي بان يسمح له الشيخ ولعائلته بالجلوس على نفس الطاولة التي يجلس عليها الشيخ الوائلي فما كان من الشيخ الوائلي الا ان يوافق على ان يجلس الرجل الاجنبي وابنته على نفس المائدة التي يجلس عليها هو . بعد ان استقر الاجنبي وابنته وزوجته دعا نادل المطعم وطلب ان يأتي لاربع اشخاص شرابا مسكرا متحدياً الشيخ وتقاليده, فصب من الشراب لنفسه ولزوجته وابنته, وراح يشرب على نحو يستفز الشيخ, وهنا قال له: - اسمع يا شيخ, أنت تحب العنب وتأكله أليس كذلك؟ قال الشيخ: نعم. وعندئذ قال الاجنبي مشيراً إلى العنب: - هذا الشراب من هذا العنب, فلماذا تأكل العنب ولا تقرب الشراب؟ وشخصت أنظار الجالسين إلى الشيخ, لكنه ظل على ابتسامته التي لا تفارق شفتيه, وقال موجهاً الكلام للرجل الاجنبي : - هذه زوجتك وهذه ابنتك, وهذه من هذه, فلماذا أُحِلّتْ لك تلك, وحرمت عليك هذه ( واشار الى ابنته ) !؟ فما كان للرجل الاجنبي خيار الا ان أمر بعد ذلك مباشرة, برفع الشراب عن المائدة في الحال .؟ رحم الله الشيخ الدكتور احمد الوائلي لله در من قال ابعدوا النور واهتدوا بهم فلم تكن الدنيا بعدهم كما كانت نسألكم الدعاء